الذهب يواصل الارتفاع في السوق المصري.. وعيار 21 يسجل 5350 جنيها

واصلت أسعار الذهب في مصر ارتفاعها اليوم الخميس 6 نوفمبر 2025، متأثرة بالصعود القوي في الأسعار العالمية للمعدن النفيس، حيث سجلت زيادة جديدة بلغت نحو 25 جنيها في مختلف الأعيرة مقارنة بأسعار أمس.
ويأتي هذا الارتفاع استكمالًا للموجة الصعودية التي يشهدها الذهب عالميًا ومحليًا منذ مطلع الأسبوع الجاري، في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية وقرارات خفض أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية الكبرى.
وسجل عيار 21، وهو الأكثر تداولًا في السوق المصرية، نحو 5350 جنيهًا للجرام، بينما بلغ عيار 24 الأعلى نقاءً 6114 جنيهًا، في حين سجل عيار 18 نحو 4585 جنيهًا للجرام.
أما سعر الجنيه الذهب فبلغ 42800 جنيهًا دون إضافة مصنعية أو ضرائب، وفق آخر تحديثات محال الصاغة حتى لحظة كتابة هذا التقرير.
أما على الصعيد العالمي، فقد ارتفع سعر الأونصة (الأوقية) إلى نحو 4009 دولارات، وهو أعلى مستوى تسجله منذ عدة أشهر، مدعومًا بتراجع الدولار الأمريكي وتزايد الإقبال على الذهب كملاذ آمن في ظل حالة عدم الاستقرار الاقتصاي العالمي.
🏦 خفض الفائدة الأمريكية يدفع الذهب للصعود
وكان الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد قرر في اجتماعه الأخير خفض أسعار الفائدة بمقدار 0.25% لتصل إلى 4%، في خطوة تهدف إلى دعم النمو الاقتصادي وسط تباطؤ نسبي في معدلات التضخم.

ويُعد هذا القرار أحد العوامل الرئيسية وراء ارتفاع أسعار الذهب، إذ يؤدي انخفاض الفائدة إلى تقليص العائد على الأصول الدولارية، مما يدفع المستثمرين إلى التوجه نحو الذهب كخيار أكثر أمانًا.
ووفقًا لتقارير اقتصادية حديثة، فإن معدلات التضخم في الولايات المتحدة ارتفعت خلال شهر سبتمبر إلى 3%، مقارنة بـ 2.9% في أغسطس، ما عزز توقعات استمرار البنك الفيدرالي في اتباع سياسة نقدية مرنة خلال الفترة المقبلة، وهو ما يدعم بدوره أسعار الذهب على المدى المتوسط والطويل.
💰 توقعات بمزيد من الارتفاع خلال 2026
ويرى خبراء الاقتصاد أن أسعار الذهب مرشحة لمزيد من الصعود خلال العام المقبل 2026، متوقعين أن تصل الأونصة إلى مستوى 6000 دولار في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية في عدد من مناطق العالم، إلى جانب الحرب التجارية بين الاقتصادات الكبرى، واستمرار سياسات خفض الفائدة عالميًا.
وأشار محللون إلى أن المعدن الأصفر يستفيد حاليًا من ثلاثة عوامل رئيسية:
1. الطلب القوي من البنوك المركزية التي تواصل تعزيز احتياطاتها من الذهب لحماية عملاتها.
2. تراجع الثقة في أسواق الأسهم نتيجة الاضطرابات السياسية والاقتصادية العالمية.
3. زيادة الطلب الاستهلاكي في دول مثل الصين والهند مع اقتراب موسم الأعياد والزفاف.
🪙 تأثيرات محلية على السوق المصرية
وفي مصر، أوضح تجار الذهب أن السوق تشهد حالة من التحرك النشط في المبيعات رغم الارتفاعات المتتالية، خاصة في أعيرة 18 و21 التي تعد الأكثر رواجًا بين المستهلكين.
وأشاروا إلى أن استمرار تراجع الجنيه أمام الدولار كان من بين الأسباب التي دفعت أسعار الذهب للارتفاع محليًا بوتيرة أسرع من العالمية، حيث يتأثر السوق المحلي بسعر الصرف إلى جانب السعر العالمي للأونصة.
كما أكد عدد من الخبراء أن الاتجاه الحالي نحو تثبيت الأسعار الجمركية للدولار ساعد في الحد من تقلبات السوق، لكنه لم يمنع الارتفاع الناتج عن التغيرات الدولية في سعر الذهب.
ويتوقع أن تستمر الأسعار في نطاق صاعد حتى نهاية العام الحالي، خاصة إذا واصل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نهجه التيسيري في السياسة النقدية.
وفي ظل هذه الأوضاع، ينصح الخبراء المواطنين الراغبين في الاستثمار بتقسيم مشترياتهم من الذهب على فترات وعدم التسرع في البيع، مؤكدين أن الذهب لا يزال يمثل الملاذ الأكثر أمانًا لحفظ القيمة في ظل الأزمات الاقتصادية.
