ترامب يدعو كمبوديا وتايلاند إلى وقف إطلاق النار وتحذير من تحول النزاع الحدودي إلى صراع إقليمي

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

ترامب يدعو كمبوديا وتايلاند إلى وقف إطلاق النار وتحذير من تحول النزاع الحدودي إلى صراع إقليمي

في ظل تصاعد التوترات العسكرية والدبلوماسية بين كمبوديا وتايلاند، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الطرفين إلى وقف إطلاق النار فورًا، مؤكدًا أنه أبلغ البلدين بعدم رغبة الولايات المتحدة في إبرام أي اتفاقات معهما إذا استمرا في الحرب. وقال ترامب: “أخبرت كمبوديا وتايلاند أننا لا نريد عقد أي صفقة معهما إذا كانا في حالة حرب.”

 

التصعيد الحالي يُعد من أكثر الفصول دموية في تاريخ النزاع الحدودي بين البلدين، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة على المناطق المتنازع عليها، بعد انفجار لغم أرضي أدى إلى إصابة خمسة جنود تايلانديين. هذه الحادثة فجّرت الوضع مجددًا، خاصة بعد أن ردّت بانكوك بغارات جوية، بينما استخدمت بنوم بنه المدفعية الثقيلة، مما أدى إلى امتداد القذائف نحو مناطق سكنية.

التقارير الميدانية أشارت إلى مقتل ما لا يقل عن 14 شخصًا معظمهم من المدنيين، ونزوح أكثر من 100 ألف شخص، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة في الأقاليم الحدودية.

التوتر بلغ ذروته مع إغلاق تايلاند جميع المعابر الحدودية، وسحب سفيرها من كمبوديا، بينما ردّت الأخيرة بخفض العلاقات الدبلوماسية وسحب بعثتها من بانكوك. هذا التصعيد استدعى تدخلًا دوليًا خجولًا، حيث دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى ضبط النفس وتسوية الخلاف بالحوار.

ويرى مراقبون أن النزاع الحالي لا يُختزل في مجرد خلاف جغرافي، بل يحمل بوادر تحول إلى صراع إقليمي خطير، خاصة في ظل توترات أخرى تضرب منطقة جنوب شرق آسيا، مثل أزمات البحر الصيني الجنوبي ومواجهات سابقة مع ميانمار.

وتعود جذور هذا النزاع إلى خرائط استعمارية تعود لعام 1907، حين رسمت فرنسا الحدود متجاهلة مواقع حساسة كمعبد بريا فيهير، الذي ظل نقطة توتر متجددة بين البلدين، خصوصًا مع كل تصعيد ميداني.

ومع استمرار القصف والانفجارات، وغياب مبادرة وساطة دولية حقيقية حتى الآن، تتزايد المخاوف من أن يتحول النزاع إلى حرب مفتوحة تهدد استقرار الإقليم بأكمله، في وقت يضيق فيه هامش المناورة الدبلوماسية يومًا بعد يوم.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.