هبوط حاد في أسعار الذهب بمصر 60 جنيهًا للجرام.. والأونصة العالمية تنخفض دون 4 آلاف دولار

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

هبوط حاد في أسعار الذهب بمصر 60 جنيهًا للجرام.. والأونصة العالمية تنخفض دون 4 آلاف دولار

شهدت أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 4 نوفمبر 2025 تراجعًا ملحوظًا، حيث هبط الجرام بنحو 60 جنيهًا مقارنة بتعاملات أمس، متأثرًا بالانخفاض الحاد الذي سجلته الأونصة عالميًا بعد تراجعها دون مستوى 4 آلاف دولار لتتداول حاليًا عند 3933 دولارًا، في ظل موجة من التقلبات التي تضرب الأسواق المالية العالمية.

وجاءت الأسعار المحلية وفق آخر تحديث حتى الآن على النحو التالي:

عيار 24: 6057 جنيهًا للجرام

عيار 21: 5300 جنيه للجرام

عيار 18: 4542 جنيهًا للجرام

الجنيه الذهب: 42,200 جنيه

ويُعد هذا الانخفاض هو الأكبر منذ بداية الربع الأخير من العام الجاري، بعد سلسلة من التراجعات الطفيفة التي شهدها المعدن النفيس خلال الأسابيع الماضية، وسط تغيرات سريعة في السياسة النقدية الأمريكية وتراجع حدة التوترات الجيوسياسية التي كانت تدعم أسعار الذهب كملاذ آمن.

ويرجع السبب الرئيسي وراء هذا التراجع إلى الضغوط القادمة من الأسواق العالمية، خاصة بعد قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي) خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في نهاية أكتوبر، وهو القرار الثاني من نوعه خلال عام 2025.

ورغم أن خفض الفائدة عادة ما يدعم أسعار الذهب نظرًا لانخفاض العائد على الدولار، فإن تصريحات رئيس الفيدرالي، جيروم باول، جاءت متشددة بشكل غير متوقع، حيث ألمح إلى أن البنك قد يتريث قبل إجراء مزيد من التخفيضات، ما دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم توقعاتهم.

وأشارت تقارير اقتصادية إلى أن احتمالات خفض جديد للفائدة في ديسمبر المقبل تراجعت إلى نحو 71% فقط، بعد أن كانت تتجاوز 90% قبل تصريحات باول، مما أدى إلى تعزيز قوة الدولار الأمريكي وارتفاع عوائده، وهو ما انعكس سلبًا على أداء الذهب عالميًا.

فعادةً ما تتحرك أسعار الذهب في اتجاه معاكس للدولار، إذ يؤدي ارتفاع العملة الأمريكية إلى تقليل جاذبية المعدن الأصفر بالنسبة للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى.

وعلى الصعيد الجيوسياسي، ساهم انحسار التوترات في الساحة الدولية في تهدئة الطلب على الذهب كأداة تحوّط، خاصة بعد اللقاء الإيجابي الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية.

وشهد اللقاء اتفاقًا مبدئيًا على خفض الحواجز التجارية وتعزيز التعاون الاقتصادي بين واشنطن وبكين، ما دفع المستثمرين إلى الإقبال على الأصول ذات المخاطر الأعلى مثل الأسهم، على حساب الأصول الآمنة مثل الذهب.

من جانبه، قال أحمد سليمان، خبير أسواق المال، إن “الهبوط في أسعار الذهب خلال الأيام الأخيرة طبيعي في ضوء المتغيرات العالمية”، موضحًا أن “السوق المحلي يتأثر بشكل مباشر بحركة الأونصة عالميًا وسعر الدولار في مصر”.

وأضاف أن “استمرار قوة الدولار وتراجع الطلب العالمي على المعدن النفيس قد يدفع الأسعار لمزيد من الانخفاض خلال الفترة المقبلة، خاصة إذا استقرت الأوضاع الجيوسياسية في الشرق الأوسط وآسيا”.

ويرى مراقبون محليون أن التراجع الكبير في الأسعار قد يمثل فرصة جيدة للمستثمرين والمقبلين على شراء الذهب، سواء بغرض الزينة أو الادخار، خصوصًا في حال استقرار السعر عند المستويات الحالية لبضعة أيام.

في المقابل، نصح خبراء بضرورة توخي الحذر وعدم التسرع في الشراء، نظرًا لاحتمال عودة الأسعار للارتفاع حال عودة التوترات الدولية أو صدور بيانات اقتصادية أمريكية ضعيفة قد تعيد التوقعات بخفض جديد للفائدة.

ومع استمرار التقلبات في الأسواق العالمية، يبقى الذهب أحد أكثر الأصول تأثرًا بالسياسات النقدية الأمريكية والتحركات الجيوسياسية، فيما ينتظر المستثمرون صدور بيانات التضخم الأمريكية خلال الأسبوع المقبل لتحديد الاتجاه القادم للمعدن الأصفر.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.