قفزة تاريخية جديدة لأسعار الذهب في مصر بدعم من توقعات خفض الفائدة الأمريكية وتصاعد التوترات العالمية

واصلت أسعار الذهب في مصر تسجيل مستويات تاريخية جديدة، مدفوعة بالصعود القوي للمعدن النفيس عالميًا، في ظل تزايد التوقعات باتجاه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى خفض أسعار الفائدة بوتيرة أكبر خلال الفترة المقبلة، إلى جانب تصاعد التوترات الجيوسياسية العالمية التي عززت من الإقبال على الذهب كملاذ آمن للتحوط من المخاطر.
وسجلت أونصة الذهب العالمية، مع بداية تداولات الأسبوع، ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 1.7%، لتصل إلى أعلى مستوى تاريخي لها عند 4431 دولارًا للأونصة، وهو ما انعكس مباشرة على السوق المحلية، ليدفع أسعار الذهب في مصر إلى مستويات غير مسبوقة.
أسعار الذهب اليوم في السوق المحلي
عيار 24: 6742 جنيهًا
عيار 21: 5900 جنيه
عيار 18: 5057 جنيهًا
الجنيه الذهب: 47200 جنيه
ويعد عيار 21 الأكثر تداولًا في السوق المصرية، وقد تأثر بشكل مباشر بالارتفاعات العالمية، خاصة مع ثبات نسبي في سعر صرف الدولار أمام الجنيه خلال الأيام الماضية، ما جعل العامل الرئيسي في صعود الذهب محليًا هو الزيادة القوية في الأسعار العالمية.
ومنذ بداية شهر ديسمبر، ارتفع سعر الذهب العالمي بنسبة 4.7%، محققًا مكاسب للشهر الخامس على التوالي، ليكسر الحاجز النفسي المهم عند 4400 دولار للأونصة. كما أظهرت البيانات أن الذهب حقق منذ بداية عام 2025 ارتفاعًا كبيرًا بلغت نسبته نحو 68.2%، وهو من أعلى معدلات الصعود السنوي للمعدن النفيس خلال السنوات الأخيرة.
ويأتي هذا الأداء القوي للذهب في وقت تتزايد فيه حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية، سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي، حيث ساهمت التوترات الجيوسياسية في عدد من المناطق حول العالم في تعزيز الطلب على الذهب باعتباره أحد أهم أدوات التحوط الآمن في أوقات الأزمات.
وعلى الصعيد الاقتصادي، تلقى الذهب دعمًا قويًا خلال الفترة الأخيرة من التوقعات المتزايدة في الأسواق باستمرار خفض أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وذلك في ظل صدور بيانات اقتصادية أمريكية أظهرت تباطؤًا في معدلات التضخم وضعفًا نسبيًا في سوق العمل، وهو ما يقلل من جاذبية الأصول ذات العائد المرتفع، ويعزز الإقبال على الذهب الذي لا يدر عائدًا.
وعادةً ما يشهد الذهب أداءً إيجابيًا خلال شهر ديسمبر من كل عام، حيث يرتبط ذلك بعوامل موسمية تتعلق بزيادة الطلب الاستثماري، إلى جانب ارتفاع معدلات الشراء في بعض الأسواق العالمية. إلا أن اقتراب نهاية العام يدفع بعض المستثمرين إلى توخي الحذر، خاصة مع احتمالات تراجع أحجام التداول وزيادة عمليات جني الأرباح بعد الارتفاعات القياسية التي حققها الذهب خلال الفترة الماضية.
وفي السوق المحلية، أدى الارتفاع السريع للأسعار إلى تراجع نسبي في الطلب الاستهلاكي على المشغولات الذهبية، مقابل زيادة الاهتمام بالذهب كوسيلة ادخار واستثمار، خاصة في ظل استمرار المخاوف من التضخم وتقلبات الأسواق المالية.
ويرى محللون أن استمرار الذهب في تسجيل مستويات مرتفعة سيظل مرهونًا بعدة عوامل، في مقدمتها قرارات السياسة النقدية الأمريكية، وحركة الدولار، وتطورات الأوضاع الجيوسياسية العالمية. وفي حال واصل الفيدرالي الأمريكي خفض أسعار الفائدة خلال الاجتماعات المقبلة، فقد يفتح ذلك المجال أمام مزيد من الارتفاعات في أسعار الذهب، سواء عالميًا أو محليًا.
وفي المقابل، يحذر خبراء من احتمالية حدوث تصحيحات سعرية على المدى القصير نتيجة عمليات جني الأرباح، خاصة بعد الوصول إلى مستويات قياسية، مؤكدين أن السوق قد يشهد فترات من التذبذب، لكنها تظل ضمن اتجاه عام صاعد طالما استمرت العوامل الداعمة للذهب قائمة.
