فضل دعاء أول العام وأحكامه بين التراث والواقع
مع بداية العام الميلادي الجديد 2025، أوضحت دار الإفتاء أهمية دعاء أول السنة، مشيرةً إلى وجود دعاء مأثور يُستحب أن يُقال مع أول أيامها: “اللهم أنتَ الأبدى القديم، وهذه سَنَةٌ جديدة، أسألك فيها العصمة من الشيطان وأوليائه، والعَوْنَ على هذه النَّفْس الأمَّارة بالسُّوء، والاشتغال بما يقرِّبُنى إليك يا ذا الجلال والإكرام”. ويُقال إن الشيطان حين يسمع هذا الدعاء ييأس من الشخص فيما بقي من السنة، ويوكل الله به ملكين لحمايته.
مشروعية دعاء أول السنة
أكدت دار الإفتاء أن تخصيص يوم محدد في السنة لدعاء معين من أدعية الصالحين أو لعبادة معينة أمرٌ جائزٌ شرعًا، ويُعد من الممارسات التي جرى عليها عمل المسلمين عبر العصور. وذكرت أن هذه الأدعية تُعتبر مستحبة لأنها تُسهم في زيادة الصلة بالله وتجديد النية على الطاعة.
دعاء أول العام وآخره
دعاء أول العام وآخره يُعدّان من الأدعية المأثورة عن مشايخ السادة الحنابلة منذ قرون، ونُقل عن الإمام أبو عمر المقدسي الحنبلي (528-607هـ)، أحد كبار علماء الحنابلة في زمانه. وقد ذكر المؤرخ شمس الدين سبط ابن الجوزي في كتابه “مرآة الزمان” أن هذا الدعاء كان من الأدعية التي يوصي بها المشايخ ويُداومون عليها في بداية العام ونهايته.
الرد على من يزعم أن الدعاء بدعة
ردت دار الإفتاء على من يدّعون أن دعاء أول السنة وآخرها بدعة، معتبرةً أن هذا الادعاء يفتقر إلى الدليل الشرعي. وأوضحت أن هذه الدعوى تحرم المسلمين من الانتظام في الدعاء والعبادة بما يتناسب مع أوقاتهم وظروفهم. كما أن الإسلام أمر بالدعاء بشكل عام، دون تحديد وقت أو مكان، وهو أمر يفتح الباب أمام المسلمين لتنظيم أعمالهم الروحية وتخصيص أوقات للذكر والدعاء.
أهمية الدعاء في حياة المسلم
الدعاء يُعد وسيلة تربوية وروحية تُعزز صلة المسلم بربه، وتُعينه على مواجهة تحديات الحياة. وقد حذرت دار الإفتاء من الفتاوى التي تصف هذه الأدعية بالبدعة، مؤكدةً أن مثل هذه الآراء تهدف إلى قطع الصلة بين المسلمين وتراثهم، وإبعادهم عن عادات حسنة أقرها العلماء عبر الأجيال.
وختمت دار الإفتاء بأن دعاء أول السنة وآخرها هو جزء من تراث الأمة، وأن التمسك به يعكس حرص المسلمين على البدء والنهاية بالذكر والدعاء، مما يُضفي بركة على العام كله.