أوضح السفير أحمد فضالي، رئيس حزب السلام الديموقراطي، وتيار الاستقلال، العديد من النقاط الهامة، في حواره مع جريدة تحيا مصر الإقتصادي المصرية، ليوضح رأيه في الحوار الوطني الذي دعا رئيس الجمهورية، عبد الفتاح السيسي، إليه في وقت سابق.
حيث يعد الفضالي، من أبرز الوجود السياسية في مصر، و الذي حارب الفساء بكل طوائفه، وساهم في القضاء على حكم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، والدفاع عن حقوق المواطنين، في عقود من الزمان.
ما تقيمك للحالة الحزبية في مصر؟
الدولة المصرية مرت بمراحل مختلفة فقبل ثورة 25، يناير كنا نعيش حالة من الركود السياسي الرسمي، عكس ما كان يموج ويشعر به الشارع والمواطن العادي وقتها، ففي الفترة من 2001 وحتي 2011 من تأسيس وإشهار العديد من الأحزاب السياسية التي يفوق ما شهدته مصر من أحزاب لنصف قرن وأكثر، وهو ما يؤكد أننا شهدنا بتلك الفترة سخونة سياسية وصـحـوة شعبية ورغبة جماهيرية في المشاركة والتغيير السياسي، ومع سهولة تأسيس الأحزاب السياسية، التي وصلت الآن لأكثر من 100 حزب.
ماذا عن حزب السلام؟
شعار حـزب الـسـام هو “الشعب أســاس الحكم” وهذا فعلًا مـا نؤمن بـه فالشعب دائـمـا هـو الـفـارس.
ونحن كمؤسسة سياسية عند التأسيس، كنا أكبر حزب تقدم بتوكيلات بعدد 5000 توكيل لمؤسسين كلهم من
أبناء الطبقة المتوسطة والبسيطة المصرية، وهو ما نتج عنه تواجدنا بالبرلمان 2010 بعدد نائب شعب ونائب شـوري، وهـذا كان من الصعوبة البالغة وقتها، لظروف التقنين الأمني وسيطرة الحزب الوطني علي شكل الحياة السياسية وقتها، أمـا الآن فالشارع السياسي يعاني من الـتـردد والتشتت بسبب تعدد الحركات والأحزاب السياسية، وهذا ما يستدعي قدرًا من التأمل والوقوف، وهو ما يستدعي قـدرا مع النفس.
هل الأحزاب والمجتمع جاهزين لدعوة الحوار؟
توقيت الحوار توقيت هام جدًا، في ظل الظروف الاقتصادية والدولية التي نراها الآن، والحوار يعبر عن وعي الرئيس ومشاركته للناس، وآرائهم وأفكارهم، وإدراكه لمعاناة رجل الشارع، من مشكلات كالغلاء وتدهور الوضع الاقتصادي، ونحن بمصر لدينا دائما ضغوط خارجية، كنتيجة طبيعية لمواقف مصر الصلبة بالمجتمع الدولي،
وهو ما يدفع بالدول العظمي للتربص مبصر واستخدام
بعض أوراق الضغط عليها مثل قضايا الحريات وغيرها،
لذا فإن توقيت الحوار ممتاز ويعبر عن ذكاء رئاسي.
ما معايير نجاح الحوار؟
أولًا لا بد من أن نتشدد في وضـع معايير وضوابط للحوار الوطني، لنضمن أن يكون حـوارًا جادًا وهادفًا، فالشعب وضع آمال عريضة علي نجاح هذا الحوار، ومنذ إعلان الرئيس الدعوة للحوار الوطني، قام حزب السلام بزيارة ما يزيد عن 20 محافظة، التقينا فيها بالمواطنين، واستمعنا لهم، كـي نتمكن مـن التعبير عـن المشكلات الحياتية التي يمر بها الناس، فنحن بحزب السلام نهدف لأن نكون صوت وبوق المواطن العادي، فكيف لنا أن نعبر عن آلامه وطموحاته من بعيد لذا نزلنا إليهم بقراهم وبلادهم البعيدة عن العاصمة، ليصل صوتهم لصانع القرار لا لتصيد الأخطاء ولكي نبحث سويا عن حلول، وأود أن أؤكد أن الحوار المجتمعي لن يكون مكتمل دون دعوة ووجود المعارضة الوطنية الموجودة خارج مصر، هذا بالإضافة إلى عدم الزج بالدين في السياسة، وعلاقة الدولة بالمواطن، وعلاقة الجول ببعضها، ولقد بح صوتي منذ عهد مبارك بعدم تسلط رجال الدين على سياسة الدولة وحركة المجتمع.
هل لدينا معارضة وطنية بالخارج؟
بالتأكيد، فكل من عارض وقد فكرًا أو رئيًا يؤمن بها دون أن تلوث يده بدماء أبناء هذا الشعب يعد من المعارضة الوطنية، التي يمثل عودتها لمصر، نجاحًا كبيرًا وهامًا للحوار الوطني والمجتمعي الذي دعاء له الرئيس.
هل بالدستور أو القوانين تعديل؟
الدستور الحالي وضع بوقت صعب استدعي وجود دستور يتناسب والـظـروف وقتها، ودولًا كألمانيا تعدل دستورها الآن، لظهور تحديات جديدة، والنظام السياسي المصري بحالة للتعديل، فنحن بحاجة إلي نظام رئاسي خالص خصوصا وإن عمليات تطبيق النظام البرلماني لم يحقق نجاحًا ملحوظًا، ولم نعتاد على تطبيق هذه النوعية من النظم، عكس النظام الرئاسي الذي يضمن نجاح رؤية الدولة، والرئيس، ووضوح في التور والقرار، والظروف الآن تسمح بوضوح في الرؤية من خلال برمان يراقب الرئيس والحكومة، ووجود نظام رئاسي يعني عدم التخوف من وجود نظام برلماني قوي.
هل من مواد قانونية أو دستورية بحاجة للتغيير أو التعديل؟
نعم، هناك العديد من المواد التي تحتاج إلي نظرة وتعديل، كقانون ممارسة العمل السياسي، والقوانين، المنظمة لحقوق الإنسان، وكافة القوانين المنظمة للحقوق والواجبات.
هل الأحزاب والمجتمع جاهزين لدعوة الحوار الوطني؟
الرئيس فعلًا فاجأ المجتمع المدني، والأحزاب، ولكننا كحزب سياسي، له قواعده الجماهيرية، لدينا عدة أهداف وتوصيات، ورؤية سياسية تتمثل في تغيير النظام الانتخابي، تغيير عناصر منظومة وفكر المجموعة الاقتصادية الحالية، التي تسببت في تدهور الوضع الاقتصادي المصري، خصوصًا بعد تدهور قيمة الجنيه المصري، وهو ما يدق ناقوس الخطر، بسبب تدهور الصناعة، والزراعة، والاعتماد على الواردات من الخارج وليس العكس، أيضا لدينا رؤية خاصة بملف الإعلام المصري، فنحن نعيش أزمة إعلامية.
فالمواطن المصري يبحث عن قنوات أجنبية غير مصرية، بحثًا عن الخبر، والمسلسل وحتي عن مباريات كرة القدم، لـذا نـري ونؤكد علي ضــرورة تغير المنظومة الإعلامية، والحفاظ علي ماسيرو أحد ركائز تكوين الشخصية المصرية، والعربية أيضًا، فتأثيره من الممكن أن يعود كما كان، وأكثر لو أردنا تحقيق هذا.
لماذا اختفي تيار الاستقلال
تيار الاستقلال لم يختفي، ولكن أجندة وطريقة
تفكير وحركة تيار الاستقلال الآن تختلف عما قبل ثورة 30يونيو، فنحن الآن مشغولون بتوفير لقمة العيش، والسعي للقضاء على معدلات الفقر المرتفعة، وكذلك القضاء على الاحتكار وغلاء الأسعار.
وهـل أنتم مستعدون لأي استحقاق انتخابي قادم؟
لم نشارك بأي من الاستحقاقات الانتخابية السابقة، لأنا رأينا أنها سوف تحقق مبدأ الظلم الانتخابي، ونحن نطالب بإلغاء نـظـام الانتخاب بالقائمة المطلقة المغلقة، فنحن نعاني من سوء اختيار الأنسب والأفضل نيابيًا وبرلمانيًا، والأداء البرلماني خير شاهد على هذا وفي حالة تحقق ه1ا الشرط سيكون لنا تواجد نيابي وبرلماني جيد، وتأثير واضح تحت قبة البرلمان بغرفتيه النواب والشيوخ.