جريمة بشعة في الجيزة: صاحب محل بيطري يقتل سيدة وثلاثة أطفال بالسم في فيصل

شهدت منطقة فيصل بمحافظة الجيزة جريمة مروعة هزّت الشارع المصري خلال الساعات الماضية، بعدما كشفت أجهزة الأمن تفاصيل حادث قتل سيدة وأطفالها الثلاثة على يد صاحب محل لبيع الأدوية البيطرية، استخدم مادة سامة للتخلّص منهم واحدًا تلو الآخر في وقائع تمت خلال 4 أيام فقط، في واحدة من أبشع الجرائم التي خلفت حالة من الصدمة والغضب بين الأهالي والرأي العام.
بداية الفاجعة: علاقة مشبوهة ونهاية مأساوية
كشفت التحريات الأولية أن المتهم، مالك محل أدوية بيطرية مقيم بمنطقة الجيزة، كانت تربطه علاقة عاطفية بالضحية – والدة الأطفال الثلاثة – حيث أقامت معه داخل شقة مستأجرة بصحبة أبنائها، قبل أن تتدهور العلاقة بينهما بعد اكتشافه “سوء سلوكها” وفق ما ورد في التحقيقات.
وبحسب ما توصلت إليه مباحث الجيزة، فقد قرر المتهم التخلص منها، حيث حصل على مادة سامة من المحل الذي يديره، وقام بوضعها داخل كوب عصير قدمه للضحية يوم 21 من الشهر الجاري. وبعد دقائق قليلة، بدأت السيدة تعاني من أعراض تسمم حاد وإعياء شديد.
وادّعى المتهم أنه زوجها، ونقلها إلى أحد المستشفيات وقدّم بيانات خاطئة باسمه، ليغادر المكان بعدما لفظت أنفاسها الأخيرة، تاركًا جثمانها في المستشفى دون إنهاء الإجراءات الرسمية.

تحول من قتل الأم إلى قتل الأطفال
لم تتوقف الجريمة عند هذا الحد، ففي 24 من الشهر نفسه، اتخذ المتهم قرارًا بقتل الأطفال الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و13 عامًا. اصطحبهم المتهم في نزهة ظاهرية خارج المنزل، ثم قدم لهم عصائر ممزوجة بنفس المادة السامة التي استخدمها مع والدتهم.
وبحسب التحقيقات، رفض أصغر الأطفال، البالغ من العمر 6 سنوات، تناول العصير بعد أن لاحظ تغيّرًا في رائحته، وهو ما دفع المتهم لقتله بطريقة أخرى، حيث ألقاه في مجرى مائي بإحدى الترع بدائرة قسم الأهرام، وتم العثور على جثمان الطفل لاحقًا.
عاد المتهم إلى مسكنه بصحبة الطفلين الآخرين “13 و11 عامًا” اللذين ظهرت عليهما علامات التسمم الحاد، بعدما تناولا العصير المسموم. ومع تدهور حالتهما الصحية، استعان المتهم بأحد العاملين لديه وسائق “توك توك” حسن النية لنقلهما إلى مكان قريب، تاركًا الطفلين في حالة إعياء شديد، حيث عُثر على أحدهما جثة هامدة، بينما فارق الآخر الحياة بعد نقله إلى المستشفى.
سقوط المتهم وتحرّك عاجل من أجهزة الأمن
فور العثور على الضحايا، شكّلت الأجهزة الأمنية في الجيزة فريق بحث لكشف ملابسات الجريمة، ونجحت التحريات في تتبع خيوط الأحداث وربط وفاة الأم ووفاة الأطفال بالمتهم ذاته، خاصة بعد مراجعة كاميرات المراقبة وشهادات الجيران والعاملين بالمستشفى.
تم ضبط المتهم واقتياده للتحقيق، حيث واجهته قوات الأمن بالأدلة التي كشفت تورطه الكامل في قتل السيدة وأطفالها الثلاثة مع سبق الإصرار والترصد، واعترف خلال التحقيقات بتفاصيل الجريمة ودوافعه، مؤكداً أنه أراد التخلص منهم بعد خلافات مع الأم.
واتخذت النيابة العامة الإجراءات القانونية اللازمة، وقررت حبس المتهم على ذمة التحقيقات، تمهيدًا لإحالته إلى محاكمة جنائية عاجلة بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، واستخدام مواد سامة محظور تداولها إلا وفق ضوابط قانونية، وإخفاء جثامين والتلاعب في بيانات رسمية.
صدمة وغضب في الشارع المصري
الجريمة أثارت موجة غضب واسعة لدى سكان الجيزة ومستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، الذين وصفوا الواقعة بأنها “جريمة لا إنسانية” تتجاوز حدود القسوة، وطالبوا بإنزال أقصى عقوبة على الجاني، خاصة أن الضحايا أطفال لا ذنب لهم.
كما طالب مواطنون بإحكام الرقابة على تداول المواد السامة والصيدلية البيطرية والمواد الكيميائية، لمنع إساءة استخدامها في مثل هذه الجرائم.
