تقرير أمني إسرائيلي يكشف استعدادات متبادلة بين إيران وإسرائيل… واحتمال الحرب “غير مرجّح” الآن رغم التصعيد في المنطقة

كشف إعلام إسرائيلي، اعتمادًا على تقييم أمني واسع أُعدّ خلال الأسابيع الأخيرة، أن كلًّا من إسرائيل وإيران تتحركان بوتيرة متصاعدة نحو رفع مستوى الجاهزية العسكرية استعدادًا لأي مواجهة محتملة، إلا أن التقديرات تؤكد أن اندلاع حرب مباشرة بين الجانبين لا يزال احتمالًا ضعيفًا في المدى القريب، في ظل انشغال كل طرف بملفات داخلية وإقليمية معقدة تمنعه من خوض صدام شامل في هذه المرحلة.
جاهزية عسكرية متصاعدة
ووفقًا للتقييم، تعمل إسرائيل حاليًا على تعزيز قدراتها القتالية عبر تنفيذ سلسلة من المناورات العسكرية الموسعة التي تحاكي شن هجمات بعيدة المدى، بما في ذلك سيناريوهات تتعلق بالتعامل مع منشآت استراتيجية داخل العمق الإيراني.
هذه المناورات، وفق الإعلام الإسرائيلي، تهدف إلى إيصال رسالة ردع واضحة لطهران، والتأكيد على أن الجيش الإسرائيلي جاهز للتعامل مع أي تهديد متصاعد، سواء من إيران مباشرة أو من الجماعات المرتبطة بها في المنطقة، مثل حزب الله في لبنان أو الميليشيات الموالية لإيران في سوريا والعراق.
وفي الوقت نفسه، تواصل إسرائيل تطوير أنظمة دفاعية جديدة، وتحديث منظومات اعتراض الصواريخ، والعمل على رفع التنسيق بين الجيش والاستخبارات، وذلك استعدادًا لأي تطورات غير متوقعة يمكن أن تشكل تهديدًا أمنيًا.

تحركات إيرانية يقودها الحرس الثوري
في المقابل، يوضح التقرير أن إيران لا تقف ساكنة أمام هذه التطورات، بل تعمل على تعزيز قدراتها الصاروخية والدفاعية من خلال الحرس الثوري وحلفائه في المنطقة.
فإيران تواصل تطوير صواريخ بعيدة المدى، وأنظمة دفاع جوي متقدمة، مع دعم متزايد لقواتها المنتشرة في سوريا، وتوسيع نفوذها عبر حلفائها في لبنان والعراق واليمن.
ويرى التقييم أن طهران تعتمد على استراتيجية “الحرب غير المباشرة”، أي استخدام أذرعها الإقليمية للضغط على إسرائيل بشكل مستمر دون الدخول في صدام مباشر، وهو ما يجعل المنطقة في حالة توتر دائم دون الوصول إلى مرحلة الانفجار الكامل.
ساحات ملتهبة ترفع منسوب التوتر
وأشار التقرير الأمني إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية تراقب عن قرب التحركات الإيرانية في سوريا، خصوصًا في المناطق التي يُعتقد أن إيران تعمل فيها على نقل أسلحة متطورة أو إنشاء بنية تحتية عسكرية جديدة.
كما تراقب إسرائيل نشاطات حزب الله في لبنان بشكل يومي، حيث ترى أن أي تصعيد بين الجانبين يمكن أن يشكل شرارة لنزاع أوسع، حتى لو لم يكن الطرفان يرغبان في حرب مباشرة.
وتعتبر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن الساحة العراقية أيضًا تمثل مصدر قلق متزايد، بسبب وجود جماعات مسلحة موالية لإيران قد تستخدم الأراضي العراقية لتوجيه ضربات أو تنفيذ عمليات مرتبطة بتصاعد التوتر.
ورغم التصعيد… الحرب ليست وشيكة
ورغم هذه الأجواء المشحونة، يؤكد التقرير أن اندلاع مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران في الوقت الحالي غير مرجّح، لأن كل طرف لديه حسابات داخلية تمنعه من الذهاب إلى حرب مفتوحة.
فإيران تعاني من ضغوط اقتصادية كبيرة، وتوترات داخلية، وتعمل على تثبيت نفوذها الإقليمي دون المخاطرة بعقوبات أو ضربات مباشرة قد تضعف النظام.
أما إسرائيل، فتواجه تحديات سياسية داخلية، وقلقًا من اتساع جبهات القتال إذا اندلعت حرب مع إيران، خصوصًا أن أي اشتباك قد يفتح في الوقت نفسه جبهة لبنان وغزة وربما العراق واليمن.
المشهد الإقليمي… على الحافة
ويرى التقييم الأمني أن المنطقة كلها تقف على “صفيح ساخن”، وأن حالة الاستعداد العسكري لدى الطرفين قد تستمر لفترة طويلة، مع توقع مزيد من المناورات الإسرائيلية، ومزيد من الأنشطة الإيرانية في عدة ساحات.
لكن حتى مع هذه التطورات، يبقى الاحتمال الأقرب هو استمرار حالة “التوتر المُدار”، أي بقاء الطرفين في حالة استعداد وترقب دون الانزلاق إلى حرب مباشرة، لأن تكلفتها ستكون مرتفعة للغاية على الجميع.
