الفيروس المخلوي التنفسي.. عدوى شائعة تصيب الأطفال والبالغين وتسبب مضاعفات خطيرة لدى الفئات الضعيفة

يُعد الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) أحد أكثر الفيروسات انتشارًا بين الأطفال والبالغين، إذ يصيب الجهاز التنفسي العلوي والسفلي، ويتسبب في أعراض تتراوح بين البسيطة والخطيرة، خاصة لدى الرضع وكبار السن وأصحاب المناعة الضعيفة.
وتوضح الدكتورة كريستين باريت أن معظم الأشخاص يُصابون بالفيروس المخلوي لأول مرة قبل بلوغهم عامين، مشيرة إلى أن المناعة التي تتكوّن بعد الإصابة تكون قصيرة الأمد، مما يجعل احتمالية تكرار العدوى قائمة في أي عمر، وهو ما يفسر انتشار الفيروس بصورة موسمية خاصة في فصلي الخريف والشتاء.

الفيروس المخلوي بين الأطفال والبالغين
يصاب الأطفال بوتيرة أعلى بسبب ضعف جهازهم المناعي وضيق مجاريهم الهوائية، مما يجعلهم أكثر عرضة لتطور العدوى إلى التهاب القصيبات أو الالتهاب الرئوي، وهما من أكثر المضاعفات شيوعًا للفيروس. أما لدى البالغين الأصحاء، فعادة ما تكون الأعراض خفيفة وتشبه نزلات البرد.
ويؤكد الأطباء أن الفيروس المخلوي التنفسي يُعد سببًا رئيسيًا لدخول الأطفال للمستشفيات خلال موسم الشتاء، خاصة الرضع الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر، إلى جانب كبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل القلب أو الرئة.
أعراض الفيروس المخلوي التنفسي
تتشابه أعراض الإصابة بالفيروس مع نزلات البرد، إلا أنها قد تتطور لتصبح أكثر خطورة في بعض الحالات، وتشمل الأعراض الشائعة:
سعال مستمر
صعوبة في التنفس أو ضيق في الصدر
سيلان أو انسداد الأنف
العطس المتكرر
التهاب الحلق
الحمى والصداع والتعب العام
فقدان الشهية
وفي الرضع: قد تظهر علامات أكثر خطورة مثل توقف التنفس المؤقت أو صعوبة الرضاعة
ويُنصح بضرورة مراجعة الطبيب فورًا إذا ظهرت أعراض شديدة مثل زرقة الجلد أو الأظافر، أو صفير أثناء التنفس، أو انكماش الصدر أثناء الشهيق، لأن هذه العلامات قد تشير إلى تدهور الحالة التنفسية.
طرق انتقال الفيروس
ينتقل الفيروس المخلوي بسهولة من شخص لآخر عبر عدة طرق، أبرزها:
الرذاذ المتطاير أثناء السعال أو العطس
الملامسة المباشرة لشخص مصاب
لمس الأسطح الملوثة مثل الألعاب والهواتف ومقابض الأبواب
ويظل الفيروس معديًا لمدة تتراوح بين 3 إلى 8 أيام، ويمكنه البقاء على الأسطح الصلبة لساعات طويلة، ما يزيد من احتمالية العدوى، خصوصًا في المدارس ودور الحضانة والمستشفيات. كما قد يبقى بعض الأشخاص ناقلين للعدوى حتى بعد اختفاء الأعراض، وهو ما يتطلب الالتزام بإجراءات النظافة الشخصية بشكل صارم.
علاج الفيروس المخلوي التنفسي
حتى الآن، لا يوجد علاج محدد للفيروس المخلوي، ولكن يمكن السيطرة على الأعراض والحد من المضاعفات من خلال:
الراحة التامة وتجنب الإجهاد
شرب كميات كافية من السوائل لتجنب الجفاف
استخدام مرطب هواء بارد لتسهيل التنفس
تناول خافضات الحرارة ومسكنات الألم بعد استشارة الطبيب
وفي الحالات الشديدة، قد يتطلب الأمر العلاج بالأكسجين أو الدخول إلى المستشفى لتلقي دعم تنفسي أو سوائل وريدية
ويؤكد الأطباء أن العلاج المنزلي كافٍ في معظم الحالات الخفيفة، لكن يجب مراقبة الأعراض عن قرب، خصوصًا لدى الرضع والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة.
طرق الوقاية من العدوى
تُعد الوقاية هي الخط الدفاعي الأول ضد الفيروس المخلوي، وتشمل الإجراءات التالية:
غسل اليدين جيدًا وبانتظام بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية
تجنب لمس الوجه والعينين والأنف دون غسل اليدين
الابتعاد عن الأماكن المزدحمة خلال موسم نزلات البرد والأنفلونزا
تطهير الأسطح والألعاب ومقابض الأبواب بشكل دوري
عزل الأطفال المرضى عن الأصحاء لتقليل انتشار العدوى
كما يُوصي الأطباء بأن تحصل الفئات الأكثر عرضة للإصابة، مثل الرضع وكبار السن والحوامل، على اللقاحات الوقائية أو الأجسام المضادة الخاصة بالفيروس المخلوي، بعد استشارة الطبيب المختص.
توصية ختامية
ويؤكد الخبراء أن الفيروس المخلوي التنفسي، رغم كونه شائعًا، إلا أن الوعي بأعراضه وطرق الوقاية منه يساهم في تقليل خطر العدوى، خاصة في المنازل التي تضم أطفالًا صغارًا أو أفرادًا من كبار السن.
الحفاظ على النظافة الشخصية والبيئية، إلى جانب المتابعة الطبية المبكرة، يظل السبيل الأهم لتجنب مضاعفات هذا الفيروس سريع الانتشار.
