البرغوثي: مصر أفشلت أخطر مخطط لتهجير الفلسطينيين من غزة

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

البرغوثي: مصر أفشلت أخطر مخطط لتهجير الفلسطينيين من غزة

ثمّن الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، الدكتور مصطفى البرغوثي، الدور المصري المحوري في إفشال ما وصفه بـ”أخطر مؤامرة” استهدفت تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة وتطهيره عرقيًا خلال الحرب الأخيرة.

وقال البرغوثي، في تصريح خاص لقناة “القاهرة الإخبارية” مساء الخميس، إن الموقف المصري كان حاسمًا في منع تنفيذ المخطط الإسرائيلي القائم على تهجير أهالي غزة إلى خارج القطاع، مؤكدًا: «لولا الموقف المصري الصارم والواضح، لما كنا نتحدث اليوم عن وقف الحرب على غزة»، مشيرًا إلى أن الهدف الإسرائيلي المتمثل في تنفيذ مخطط التطهير العرقي فشل بفضل صمود الشعب الفلسطيني والدور المصري الثابت على كل المستويات.

وأوضح الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية أن الوساطة المصرية القطرية لعبت دورًا محوريًا في وقف الحرب على غزة، معتبرًا أن هذا الجهد الدبلوماسي نتج عنه «إنجاز مهم» تمثل في تثبيت وقف إطلاق النار بعد أشهر من العدوان. وشدد على أن المهمة الأساسية في المرحلة الراهنة تتمثل في منع تجدد حرب الإبادة، وضمان توفير الظروف الملائمة التي تسمح بإعادة إعمار القطاع وعودة الحياة تدريجيًا إلى المدن والمناطق التي دُمّرت خلال الحرب.

وأشار البرغوثي إلى أن إعادة إعمار غزة تمثل أحد الأسس الضرورية لضمان صمود الفلسطينيين وبقائهم في أرضهم، مضيفًا أن إعمار البنية التحتية والمنازل والمنشآت الصحية والتعليمية «يشكل ضمانة إضافية لمنع محاولات تهجير جديدة أو الضغط على المواطنين لمغادرة القطاع».

وأكد أن وحدة الموقف الفلسطيني تُعد من أهم ركائز مواجهة التحديات المقبلة، خاصة في ظل المخاطر التي لا تزال قائمة، وفي مقدمتها احتمالات تجدد العدوان أو تنفيذ محاولات تهجير جزئي عبر الضغط الاقتصادي والإنساني. وقال إن توحيد الصف الفلسطيني ضرورة وطنية ملحة، لأن استمرار الانقسام يخدم مخططات الاحتلال ويضعف الجبهة الداخلية.

ودعا البرغوثي إلى ضرورة التصدي للتوسع الاستيطاني المتسارع في الضفة الغربية، معتبرًا أنه يشكل امتدادًا لسياسة الاحتلال الاستيطانية القائمة على فرض أمر واقع جديد على الأرض. كما شدد على أهمية مواجهة تداعيات استمرار الاحتلال في غزة، محذرًا من أن إسرائيل لا تزال تراهن على فرض واقع إداري وأمني جديد في القطاع بعد الحرب.

كما أعرب البرغوثي عن تقديره البالغ للدور المصري في جمع الأطراف الفلسطينية على طاولة واحدة والعمل على توحيد الرؤية الوطنية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن القاهرة تبذل جهودًا متواصلة لتحقيق المصالحة، وتثبيت وقف إطلاق النار، وتهيئة بيئة سياسية تساعد على استعادة الوحدة الوطنية، بما يمكّن الفلسطينيين من مواجهة المرحلة المقبلة بصف واحد.

وأكد أن الدور المصري تاريخي وثابت تجاه القضية الفلسطينية، وأن القاهرة أثبتت في هذه الأزمة أنها «خط الدفاع الأول عن الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة»، عبر مواقف سياسية ودبلوماسية واضحة برفض التهجير، ورفض تصفية القضية الفلسطينية، والدفاع عن حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وشدد على أن الشعب الفلسطيني يقدّر عاليًا الجهود المصرية التي لم تتوقف منذ بداية العدوان، سواء من خلال التحرك السياسي والدبلوماسي على الساحة الدولية، أو عبر المبادرات الإنسانية وإدخال المساعدات والإغاثة إلى غزة، إلى جانب جهود إعادة الإعمار التي بدأت بالفعل في المناطق المدمرة.

وطالب البرغوثي بضرورة استمرار الضغط الدولي لإلزام إسرائيل بوقف أي خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار، وتسهيل دخول المساعدات دون قيود، واحترام القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة تتطلب تحركًا جماعيًا عربيًا ودوليًا لدعم فلسطين سياسيًا وإنسانيًا واقتصاديًا.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.