الأمم المتحدة تحذر من تزايد وفيات البرد في غزة وتؤكد هشاشة وقف إطلاق النار

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

الأمم المتحدة تحذر من تزايد وفيات البرد في غزة وتؤكد هشاشة وقف إطلاق النار

حذر نائب المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، رامز الأكبروف، من تزايد خطر الوفاة جراء موجات البرد القارس بين الفلسطينيين في قطاع غزة، في ظل استمرار المنخفضات الجوية ونقص الإمكانيات الأساسية التي تمكن السكان من مواجهة الظروف المناخية القاسية.

وقال الأكبروف، خلال جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي بشأن القضية الفلسطينية، إن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تشهد تدهورًا متسارعًا، لافتًا إلى أن آلاف الأسر، وخاصة الأطفال وكبار السن، يواجهون خطرًا حقيقيًا بسبب انخفاض درجات الحرارة وغياب المأوى المناسب وندرة وسائل التدفئة، في ظل الدمار الواسع الذي خلفته العمليات العسكرية الأخيرة.

وأشار المسؤول الأممي إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لا يزال هشًا وقابلًا للانهيار في أي لحظة، محذرًا من أن استمرار الهجمات الإسرائيلية يقوض أي جهود لتهدئة الأوضاع ويزيد من معاناة المدنيين، مطالبًا بضرورة الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار، واتخاذ خطوات ملموسة لحماية السكان المدنيين وفقًا للقانون الدولي الإنساني.

وانتقد الأكبروف بشدة استمرار الاعتقالات التعسفية التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال، دون توجيه تهم أو محاكمات عادلة، معربًا عن قلقه البالغ إزاء ما وصفه بتزايد التقارير حول التعذيب وسوء المعاملة والعنف داخل مراكز الاحتجاز. وطالب إسرائيل بوضع حد فوري لهذه الانتهاكات الجسيمة، والإفراج عن المحتجزين تعسفيًا، واحترام التزاماتها القانونية كقوة احتلال.

وأكد نائب المنسق الخاص للأمم المتحدة أن الوضع الإنساني في غزة لا يحتمل المزيد من التصعيد، داعيًا المجتمع الدولي إلى تكثيف جهوده لتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة، بما يشمل المأوى المؤقت، والوقود، والمواد الغذائية، والخدمات الطبية، لضمان حماية الفئات الأكثر ضعفًا خلال فصل الشتاء.

وفي سياق متصل، شدد الأكبروف على التزام الأمم المتحدة بدعم السلطة الفلسطينية، خاصة في ما يتعلق بالإصلاحات الاقتصادية والمؤسسية التي تهدف إلى تحقيق الاستقرار وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن تحسين الأوضاع الاقتصادية يمثل عنصرًا أساسيًا في دعم السلام والأمن في المنطقة.

وجدد المسؤول الأممي تأكيده على أن حل الدولتين يظل الخيار الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق سلام عادل ودائم، يضمن الأمن والاستقرار لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين، داعيًا الأطراف المعنية إلى العودة لمسار سياسي جاد يستند إلى قرارات الشرعية الدولية، وينهي معاناة الشعب الفلسطيني المستمرة منذ عقود.

واختتم الأكبروف كلمته بالتأكيد على أن الأمم المتحدة ستواصل العمل مع شركائها الإقليميين والدوليين من أجل تخفيف معاناة المدنيين، ومنع تدهور الأوضاع الإنسانية، والدفع نحو تسوية سياسية شاملة تعيد الأمل والاستقرار إلى المنطقة.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.